2021-06-20

الوجـــه القــذر للفلبيـــن ؟

 

الفلبين جمهورية دستورية تقع بين دول شرق أسيا بتعداد سكان 109 مليون نسمة تعرضت لاستعمار أسباني وأمريكي ... تمتلك أيدي ماهرة في الزراعة والصناعة وبشكل عام تطغى عليها طابع الحداثة وتصدر الفلبين للخارج العمالة الماهرة ... سواء في الزراعة أو في الصناعات أو في المبيعات أو خدم في المنازل والشركات ... وتصنف الفلبين من ضمن الدولة متوسطة الأمان ولذلك بسبب تفشي الجريمة فيها وجواز سفرها لا يسمح بالسفر لحاملها إلا لـ 65 دولة فقط من أصل 189 دولة  ... وتحتضن الفلبين أكثر من 930 سجنا بعدد مساجين يتجاوز أكثر من 180 ألف نزيل في تصنيف دولي يعتبر الفلبين من أسوأ سجون العالم ... ووفق تقرير من شبكة "CNN" الأميركية في 2019 فإن 5.200 سجين يموتون سنويا في سجن قرب العاصمة الفلبينية "مانيلا" بسبب التكدس والعنف وانتشار الأمراض ... وهذا راجع إلى أن تصاميم السجون تكون لأعداد بسيطة لكن يتم اكتظاظها بالمساجين لأكثر من 4 أضعاف مثلا سجن صمم لـ 800 سجين فتجد فيه 3.800 سجين ... وتشتهر سجون الفلبين بأنها سجون المافيا والرذيلة وتعتمد كليا على رشوة شرطة السجن وكبار قادة السجن من المساجين وبالتأكيد في نطاق خارج عن الإنسانية والقانون والعدالة التي تسوقها حكومة الفلبين ؟

في 1-9-2020 خرج الرئيس الفلبيني "رودريغو دوتيرتي" بشكل إجرامي وخارج نطاق الدولة والقانون وخارج نطاق العدالة والقضاء وأعطى أمرا علنيا بالقتل لتجار المخدرات ... أي منح سلطة القتل خارج أي ضوابط قانونية وقضائية ودون أدلة وتحريات ... وفي 14-12-2016 اعترف الرئيس الفلبيني "رودريغو دوتيرتي" علنا أنه شخصيا كان يقتل مجرمين مشتبها بهم عندما كان رئيسا لبلدية "مدينة دافاو" ... وفي 2016 اشتعلت مظاهرات في الفلبين في 2016 بسبب الحرب على المخدرات والإعدام دون حكم قضائي وخارج نطاق القانون ... فامتلأت الشوارع بالقتل وسفك الدماء وتداخل المجرم مع البريئ وسط صمت قضائي فلبيني مخزي ووسط انتهاك للدستور والقانون بشكل فاضح ... فقتل عشرات المراهقين وانتهكت حقوق الإنسان من فظاعة التعذيب في أقسام الشرطة الفلبينية وانتهكت كافة حقوق الإنسان بشكل لم يسبق له مثيلا "راجع ويكيبيديا - الإحتجاجات على رودريغو دوتيرتي" ... وفي 2017 عاد الرئيس المجرم القاتل "رودريغو دوتيرتي" عقوبة الإعدام شنقا أو رميا بالرصاص بعد موافقة مجلس النواب على مشروع القرار الحكومي فكانت عقوبة الإعدام محظورة قبل ذلك في الفلبين ... وفي 2018 أدانت منظمة العفو الدولية قمع الحريات في الفلبين وتهديد وترهيب الناشطين وتراجع الحريات والإعتقال خارج نطاق القضاء والقانون وأدنت حملات التعذيب التي تمارسها الشرطة الفلبينية وانعدام حقوق الطفل والمراهق لتتحول جناية المراهق 15 سنة إلى تخفيضها لتشمل سن 12 سنة ... كل ما سبق أدلة دولية مسجلة وموثقة على مئات مواقع الإنترنت واليوتيوب تؤكد أن الحكومة الفلبينية عندما تتحدث عن حقوق الإنسان فهي أخر من يتحدث عن حقوق الإنسان من هول تاريخها القذر في مجال حقوق الإنسان ؟

الكويت والفلبين

في الكويت ما يقارب 250 ألف فلبيني يعملون غالبيتهم ما بين خدم منازل وعمال مطاعم ... وفق خبر صحيفة الأنباء بتاريخ 18-2-2020 فقد بلغت تحويلات الجالية الفلبينية في الكويت 759 مليون دولار عن سنة واحدة = 228 مليون دينار كويتي ... ومن عيوب السياسة الخارجية الكويتية أنها ضعيفة بشكل عام ودائما ما تخضع للضغوط وللإبتزاز لدرجة أن الخارجية الكويتية جلست على طاولة واحدة مع الحكومة الفلبينية ذات التاريخ القذر في مجال حقوق الإنسان لتتفاوض معها ... وبكل تأكيد مع كل التقدير والإحترام للشرفاء ونزاهتهم لكن في المقابل السيادة الوطنية تحتم عليك قراءة خلفيات الحكومة التي تجلس أمامها وعلى ماذا تتفاوض ... فكان الأفضل من الكويت أن تغلق الباب في وجه حكومة الفلبين وتفتح أبواب استقدام العمالة من "تايلاند وفيتنام" فهي عمالة جديرة بالإهتمام والثقة وتمتلك أيدي عاملة ماهرة جدا تنافس العمالة الفلبينية ... ليس هذا فحسب بل تفتح أبواب العمالة "خدم المنازل" من الدول العربية من "الجزائر والمغرب وتونس ومصر واليمن" وغيرها ... العمل ليس عيبا والدول العربية أولى بفتح الأبواب لهم وفق شروط مسبقة محددة ومن لا يعرف فإن المغرب يصدر عمالة إلى السعودية كخدم المنازل وهي لا تزال الإتفاقية مستمرة حتى يومنا هذا ... ضح الشروط حدد نقاطها وقع اتفاقية مع الدول افتح الباب وينتهي الأمر ... أما أن تجلس مع حكومة رئيسها قاتل مجرم ويفرض عليك شروطك فأنت هنا لم تحقق أي شيء سوى أنك وضعت وطنك وشعبه تحت رغبات دولة تمتلك سمعة سيئة دوليا ولديها خلافات واسعة مع الأمم المتحدة ومع الولايات المتحدة ... وفي نفس الوقت لديها علاقات وطيدة ووثيقة جدا مع الكيان الصهيوني المحتل فهل اكتشفتم الوجه الحقيقي للفلبين أم لا تزال العقول متخشبة ؟


 

دمتم بود ...


وسعوا صدوركم