2019-05-15

جرائم الحكومة ومجلس الأمة بحق الكويت ؟


المواطن الكويتي يعيش في كل يوم كل شهر كل سنة في مسلسل تافه من بطولة الحكومة ومجلس الأمة يدورون في فلك الوهــــم منفصلين عن الواقع ... ويظن أعضاء مجلس الأمة والوزراء أنهم قريبين من المواطن الكويتي وهموم بينما الحقيقية هم لا يشاهدون سوى شرذمة من المنافقين والأفاقين والمدلسين وأصحاب المصالح ومرضى الشهرة ... كلها معطيات ترمينا إلى أسباب لماذا المواطن في واد ومجلس الأمة والحكومة في واد أخر وحتى تفهم أسباب عدم الرضى الشعبي العارم ... والناقم على مجلس الأمة والحكومة يجب أن ترصد نسبة المشاركة الشعبية في انتخابات مجلس الأمة التي ستعطيك تأكيدات بعدم ثقة المواطنين بمجلس الأمة ... وفي الجهة الأخرى عدم الرضى الشعبي على الحكومة بالرغم من كم وضخامة مشاريع التنمية يعطيك اليقين أن الحكومة لا تعرف كيف تدير الدولة بل فشل سمو رئيس الحكومة فشلا لم يسبقه أحدا من قبل ... ففي عهد سمو الشيخ / جابر المبارك الصباح خدمته الظروف السياسية ليحصل على فرصة لم يسبق لأحد من قبله في كل تاريخ الدستور الكويتي أن حتى حلم بها ... وهي فترة مجلس 2013 حيث جائه مجلس { صم بكم عمي } ولو أراد وقتها أن يعدل الدستور لتم تعديله بنسبة نجاح مليون% لأنه يعيش حالة سياسية مطلقة الهدوء ومطلقة الخضوع البرلماني ... فلم تنجر في عهده إلا سبة في جبين الكويت وعار على تاريخها مثل قانون الجرائم الإلكترونية وقمع الحريات والتضييق السياسي وابتزاز الجنسية الكويتية وتحويلها من وثيقة وطنية إلى سلاح سياسي ... والأهم تراجع الكويت عالميا في مؤشر مدركات الفساد وتراجع الكويت عالميا في حرية الإعلام والصحافة وتراجع الكويت عالميا في ممارسة الحريات وتراجع الكويت عالميا في مؤشر التعليم وتراجع جامعة الكويت وفي التصنيف العالمي إلى مزيد من الهبوط ... وفشل إيجاد حل بتصحيح وإنقاذ الحالة المعيشية للأسرة الكويتية وارتفاع معدلات الطلاق لنسبة تجاوزت 50% وفشل إيجاد حل ووقف جرائم ملاك العقارات والذين أصبحوا ينشؤون شققا كالقبور بأسعار فاحشة وسط تواطؤ حكومي وبرلماني بعض الوزراء وأعضاء مجلس الأمة ملاك مجرمين وشركاء في هذه الجريمة ... وفشل معتاد في حل قضية البدون وإغلاق هذا الملف المزعج وفشل وتراجع الكويت عالميا في الرياضة وفشل وانحطاط في مجال الفنون المختلفة بعدما كنا أسيادا فيها ... وفشل الحكومة في إيجاد صفقة سياسية لعودة الهاربين من الأحكام القضائية في قضايا أصلها سياسي مع كل احترامي بالتأكيد وإقراري المطلق للأحكام القضائية النهائية ... والأهم هو تحطيم جيل الشباب وتفريغ أي أمنيات أو أحلام واستحالة تحقيق أي أهداف يصبون إليها في ظل كم كبير من فساد المسؤلين وفساد التعينات حتى أصبحت الواسطة فوق القانون ... أكثر من 7 سنوات كانت كافية لأن تحرق كل أوراق سمو رئيس الحكومة ولا تجعل حتى ملائكة الرحمن من أن تقف معه في فشله الكبير في أداء عمله ... بل هو موظف حكومي لا يرى بالعين المجردة لأنه دائما وأبدا خلف الأبواب المغلقة ولا تراه إلا عبر شاشات التلفزة في الإستقبالات والمناسبات الرسمية ... لا تجده بين المواطنين ولا تجده في المجمعات والأسواق ولا في الوزارات ولا في المشاريع لا يتفقد ولا يعرف أصلا ما يدور حوله إلا عبر ما تصله من تقارير وأبواق المنافقين ... ولا ننسى كل هذا عندما ترفض معاملات المواطنين ثم توقع بالموافقة إن كانت عبر أعضاء مجلس الأمة وهذا ضربا للقانون وفسادا حكوميا لأجل صناعة توازن سياسي فاسد في مجلس الأمة ؟

أما على الجانب الأخر فلدينا القطب الأخر وهو مجلس الأمة طبال الفساد الذي أصبح نائب يعاير نائب بالسرقة والفساد وسط صمت أيضا فاسد من رئاسة المجلس ... عندما يرى ويسمع نائب يتهم نائب أخر بالفساد وبالسرقة ويصنع حالة من التجاهل دون أن يقف على حقيقة الإتهام ويشكل لجنة تحقيق فيما روي وقيل علنا ... وأعضاء يقولون في برامجهم الإنتخابية حديث ووعود وعندما يصلون يستحقرون ناخبيهم وأعضاء يعينون أقربائهم وأعضاء يمارسون التجارة بشكل مباشر وغير مباشر وسط الحنث باليمين والقسم ويدخلون في مناقصات حكومية بل ويضغطون عليها ... فتحول نائب الأمة إلى سمسار أو دلال بالعمولة وشريك بالجريمة وسط غياب مطلق من هيئة مكافحة الفساد التي أصبحت فاسدة بأعمالها وفسادها بسبب صمتها المخزي عن كل ما يدور وما يجري وما يكتب وينشر حتى ... مجلس الأمة الذي عجز عن فهم متطلبات المواطن الكويتي هذا مجلس لا يمثل الشعب الكويتي المجلس الذي قمع الحريات ووأد الفكر هذا لا يمثلنا بل يمثل أصحابه بأعضائه الذي تلتف شبهات الفساد والسرقات حول معظمهم ... المجلس الذي يسمع صيحات وأنين الكويتيين ولا يتحرك لأجلهم هذا مجلس لا يستحق أن يبكى عليه ... المجلس الذي يرى ويسمع هبات وقروض الدولة بالمليارات تبعثر في الخارج دون حسيب أو رقيب بتخبط سياسة الحكومة الخارجية فهذا مجلس أعور شريط بالجريمة ... وليسأل أعضاء مجلس الأمة الكويتي نفسه ويواجه الحقيقة : لماذا الشعب الكويتي أصبح لا يحترم مجلس الأمة ؟ ... فالإحترام يكتسب ولا يفرض يؤسس ويوثق صدق الأفعال لا كذب الكلمات وأوهام الشعارات تنقضها ممارسات فساد معظم الأعضاء ... وفساد الأعضاء لم يأتي إلا بفساد الحكومة وتواطؤها معهم كلاهما أجرموا بحق الكويت وأموال شعبها وكلاهما شركاء في جريمة تحطيم الشباب الكويتي الذي أصبح تائها بعدما ظل طريقه بسبب فساد الحكومة ومجلس الأمة ... فأصبح المواطن الكويتي الذي هو سيد المال العام أجيرا لدى من استأمنه على أمواله ومقدرات وطنه فأصبح مدعاة للفاسدين الذين فقدوا كل الحياء ليتفضلوا على صاحب المال بالفتات وكأنهم المتفضلين في قلب الواقع وتزوير الأيام ؟

أنا وأنت وكلنا نتسائل : رغم كل كم الإحالات إلى النيابة العامة والقضاء بالمئات من القضايا لكل المشتبه بهم من موظفين ومسؤلين حكوميين ما مصير كل تلك القضايا ولماذا كل هذا التأخير ؟ ... هل هو تأخير مقصود أم غير مقصود ؟ هل القضاء مخترق من الفاسدين أم غير مخترق ؟ هل أصبح هناك قضاء سياسيا أم لا يوجد ؟ ... كلها أسئلة مشروعة ومبررة ولا ينزعج كائن من يكون من مجرد أسئلة فمن سأل غير من يشكك ويطعن فكل وصف وله تعليق ... لكني شخصيا أقولها وبصريح العبارة : قضاؤنا قضاء السلحفاة وبالتالي تأخير العدل يعتبر ظلما ... نعم التأخير بحسم القضايا قتلنا وأصابنا بالإحباط بل يعطي الفاسدين والسراق ألف فرصة للهروب من الكويت وهذا حدث مع العديد ... وقد كتبت كثيرا عن القضاء في الكويت ودافعت عنه يوم كان العطن به على أشده لكن مع مرور السنوات بقي القضاء جامدا غير متطور علميا وتكنولوجيا وإداريا ولذلك لا يلام الناس بانتقادهم للقضاء بل لوموا أنفسكم أولا وصححوا مساركم وطوروا آلية عملكم ... وافسحوا مجالات وليس مجالا للشفافية وبمزيدا من العدل واجلعوا القدسية للعدل وليس لمن يطبقونه فمن يطبقونه مصيرهم القبور لكن العدل أساس الحياة إلى قيام الساعة ؟

الفاسدين في الكويت لا يسقطون دولة مؤسسات والكويت دولة مؤسسات وقانون فسقوط الفاسدين أسهل مما تتصورون لكن لغة المال أعمت بصائركم وحب المناصب قتلت ضمائركم ... ومن سيقف مع الشعب لن يستطيع كل فاسدين الكويت أن يسقطوه لأن الدعم الشعبي يعتبر هو أقوى سلاح لمن برأسه ذرة عقل ... ولو أصاب الكويت أي مكروه "لا قدر الله" فإن الفاسدين ستجدونهم على أول رحلة يتزاحمون للهروب من الكويت هم أنفسهم من تركوا الكويت في الغزو العراقي الغاشم ... أفيقوا من أوهامكم وأدركوا نعمة وطن لولا رب العالمين سبحانه ثم ولولا وطنكم لكنتم شرذمة عبيد وربما كانت نسائكم أكثر شرفا منكم ... واذكروا قبورا تنتظركم واذكروا قيامة تترقب وصولكم واذكروا حسابا شديدا عسيرا للظالمين وأعذار الدنيا ووجهات نظرها لن تساوي جناح بعوضة يوم حسابكم ... يا سادة أنتم أجرمتم بحق الكويت وظلمتوها وخنتموها وغدرتم بها فلا يتصور أي فاسد أو حرامي منكم أنه ذوو ذكاء باهر لكنكم ممن تنطبق عليهم هذه الآية الكريمة في سورة الأنعام فتبصروا بها جيدا وأكثر من جيد ... { فلما نسوا ما ذُكِّرُوا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } أي أنتم ممن غضب الله عليهم ويريد هلاكم في الآخرة فاستمتعوا وتمتعوا في دنياكم أليست سنواتكم بقليل ... الجريمة أننا دولة صغيرة وشعب قليل وقدرات وعقول وطاقات جبارة وثروات هائلة ولا ننافس العالمية بل في أخر الركب بسبب إدارة فاشلة وإعلام تافه وممارسة ديمقراطية وضيعة ومسرحيات سياسية ساقطة والشعب هو من يدفع الثمن ... ثمن عدم تغييره ولا تطويره ولا رفعة شأنه ولا تغيير ثقافته وقناعته والنتيجة شعب بليد يظن أنه يعمل وهو لا يعمل ويعتقد أن رواتبه مستحقه وهي ليست كذلك ... كل هذا حدث بسبب جرائم الحكومة ومجلس الأمة التي أفسدت واستأنست الباطل واطمئنوا لأن الحساب والعقاب في دولتنا مجرد هرطقات صبية والقانون كان ولا يزال يجلد الفقير ويرتعب من الكبير يحاسب البسيط ويخرس أمام كبار الفاسدين ... فشكرا على أكبر مسرحية سياسية واقتصادية عشتموها أنتم ولم نعيشها نحن لأن ميزان المدفوعات في الدولة لا ينطق ولا يصرخ إلا بحقيقة واحدة وهي : أنتم فاسدون وفاشلون وجدا تافهون وشرذمة وساقطة كارهون للكويت ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم