2019-05-12

كيمياء الإنجذاب بين البشر وفوضى المشاعر ؟


تعريف الكيمياء البشرية : هي أحد الفروع التي درس طبيعة ردود الأفعال بين البشر وقد بدأ يسود هذا العلم في خمسينيات القرن الماضي اعتقاد بين بعض العلماء بأن البشر هم كتلة متحرِكة من الذرات الكيميائية ... وبما أن الذَّرات الكيميائية تتحرك طيلة الوقت وتتنافر وتتجاذب مع الذرات الأخرى للكائنات البشرية الأخرى لذلك فإنّهم استنتجوا أن الانجذاب بين البشر يحكمه نوع من الكيمياء غير المرئية ... وتسوده كيمياء أللا قانون وتنظمه قواعد الانجذاب أللا منظورة ولهذا وضَع بعضهم تعريفا للكيمياء البشرية على أنها دراسة ردود أفعال الفرد إزاء الفرد الآخر ومن هنا اعتبروها أحدَ الفروع المهمة لعلم الطبيعة البشرية ؟

هناك تداخل وتنوع غريب وعجيب يصل إلى درجة فوضى المشاعر التي تصيب الفرد بارتباك في فوضوية المشاعر والتي تؤدي إلى ارتباك بتحديد الحالة ... بمعنى قد يرتبك الفرد في أحيان كثيرة فلا يعرف نوعية الشعور الذي يتضارب بداخله تجاه الطرف الأخر فيحدث التضارب بين العقل والقلب ... مما يؤثر هذا الصراع على الحالة النفسية للإنسان فيصل في أحيانا كثيرة إلى عسر النوم واضطراب المعدة وفقدان الشهية ... كل ذلك لم يكن بمحض الصدفة فالأمر مرتبط أيضا بالإنسان وحالته العاطفية التي في الغالب وفي العموم أن الكل يفتقد إلى العاطفة التي توفر أكبر قدر من الأمان للإنسان ... في نفس الوقت مع توجس يصل في أيان إلى الرعب من الفشل بسبب نتيجة تجارب سابقة ... وهنا يكمن أهمية الأمر الذي يتنوع بين : لفت الإنتباه والإعجاب والحب ... فلفت الإنتباه يأتي من خلال الكتابة أو الحديث عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو عبر الإذاعة والتلفزيون وهنا الأمر في الغالب يكون الأمر محصور في محور العقل وهي دلالة على لفت الإنتباه التي يكون مركزها العقل بنسبة لا تقل عن 90% ... أما الإعجاب فهي مرحلة متقدمة عن لفت الإنتباه فمن يعجب بك يعني أنك قد تجاوزت مرحلة لفت نظره ووصلت إلى الإستحواذ على توجهه الفكري وشيء ما من القلب الذي يعطي انطباع الراحة ... لكن الأمر قد يتداخل كثيرا وهذا ما لفت انتباهنا كمتابعين ومحللين للتصرفات والتقلبات والتناقضات البشرية فعندما ظهرت طفرة الإنترنت في التسعينات من القرن الماضي لم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي ... لكن كانت هناك أدوات تواصل تعتبر بدائية مقارنة من ثورة تكنولوجيا اليوم مع تطور إبداعات الـ Social Media ففي الماضي وبحكم أنها كانت البدايات فغلب على معظم المستخدمين السلوك العاطفي بنسبة عالية ... والأمر جدا مفهوم لأن ما حدث كان أكبر من أن تقاومه كل المجتمعات العربية بعاداتهم وتقاليدهم بحسناتهم وسيئاتهم فتسيد وقتها برامج ومواقع التواصل مثل Messenger و mIRC و الشات وغيرها ... واليوم قد تفجرت التكنولوجيا في وجوهنا وأصبحنا لا نستطيع حصر أنواع مواقع التواصل الإجتماعي من كثرتها والتي العرب بطبيعتهم لا يعرفون سوى القليل ... لأن أمة أمريكا تستخدم أو تفضل برنامج شهير لديهم وأمة الصين يفضلون أخر وأمة روسيا لهم مواقعهم وكذلك أمة العرب لهم مواقعهم ... أدى كل ذلك إلى تمزق العقول وجعل لكل فرد منا كوكب بحد ذاته له عالمه وله خصوصياته ويستطيع بسهولة أن يستغني عن واقعه ومن يعيشون فيه لأن البديل قد توفر ... وهذا البديل يعود بنا إل صلب موضوعنا أي الطرف الأخر الذي في أحيان كثيرة لا يعرف الفرق بين لفت الإنتباه وبين الإعجاب وبين الحب ... فكما أسلفت فإن لفت الإنتباه محوره العقل والإعجاب محوره العقل مع تدخل القلب لكن الحب محوره القلب بنسبة تتجاوز 90% ... لكن مآسي العلاقات الشخصية وعمليات النصب والإحتيال والإستغلال والإبتزاز جعلت نسبة الحب تنخفض إلى نسبة 50% ليستبد العقل بنسبة 50% ليوفر عامل الحرص والحذر للشخص ؟

في الكيمياء البشرية تضع الإنسان في مواقع شديدة القوة وتعطيه دروسا شديدة الأهمية فتجد الرجل على سبيل المثال والواقع ينجذب إلى جمال المرأة وحسنها لكنه ينصدم في واقع عقلها طباعها أسلوبها فيتبخر الإنجذاب ويحل محله صفة النفور ... وهذا الأمر كثيرا ما يحدث في عمليات الخطبة في الدول العربية كمصر وسوريا ولبنان والمغرب وتونس وغيرها ناهيك أيضا حتى في العمل ... فتجد الشخص معجب بجمال هذه المرأة بأناقتها بعطرها بأسلوبها وهذا أمر طبيعي لكنه يعتبر غطاء لوجه أخر متى ما سمح للرجل بدخوله رأى ما يسره أو ما لا يسره فتتحدد العلاقة في وقتها إما بالإستمرار أو بالإنفصال ... كذلك الأمر متطابق مع الرجل تماما فتجد حالة من "الإنجذاب الكيميائي" تنجذب إليه الفتاة أو المرأة لكن متى ما تعمقت في الرجل ولو سطحيا فتجدها تنفر منه وتبتعد وترى أنه لا يتوافق معها أو مع متطلباتها ... إذن كل ما سبق لم يكن متعارف عليه حتى ولم يكن موجود إلا قبل 15 أو 20 عاما كان سببها ثورة الإنترنت والتكنلوجيا التي فتحت علينا أبوابا كثيرة منها كان نافعا وعظيما وكثيرا منها كانت أبواب الشرور ... ولأن في أيامنا هذه أصبح المعروض أكثر من المطلوب فانفجر الترف العاطفي بيننا فأصبح الكل كملائكة السماء لا أخطاء لا عيوب الكل كامل ... وكلنا متفقين أن هذه النظرية خاطئة ومغالطة عظيمة لأصل جنسنا وخلقنا لذي خلق كي يخطئ ولو لم يخطئ فما فائدة الإستغفار إذن ؟ ... لتكون المحصلة النهائية في موضوعنا هذا أن الإنسان يجب أن يحدد مشاعره بشكل جيد ويعرف تماما الفرق بين لفت الإنتباه وبين الإعجاب وبين الحب ... فمتى ما لفت الإنسان شيء ما استحوذ على تركيزه ومتى ما أعجب بشي ما مال إليه ميلا كبيرا ومتى ما وصل إلى مرحلة الحب فإنه خضع لعالمه ... والأهم يجب أن يعلم الجميع أن الرجل والمرأة العربية يتوجسون بقوة من الطرف الأخر ذوو المفهومية العالية بمعنى الرجل لا يريد إمرأة فاهمه حتى يحتفظ بشيء من الخصوصية أو من الكذب مهما كانت نوع العلاقة والمرأة تتخوف من الرجل شديد العلم والثقافة لأنها تدرك أنها لن تستطيع أن تتحايل أو تكذب عليه ... وحياة الإنسان عبارة عن مراحل يمر بها يكون هناك شخص أخر طرفا أساسيا في كل مرحلة بخيرها وشرها وفرحها وحزنها بغناها وفقرها ... كل ذلك لا يزيدنا إلا مزيدا من الوعي والخبرة في عالم أصبح أكثر تنوعا وأصبح أكثر نفاقا وكذبا وأصبح أكثر قلة صدقا ووفاء ... ولا أحد منا جميعا يستطيع أن يغير هذا الواقع المتوحش الذي أصبحنا نعيش فيها لأنه علم الإنترنت الكوكب البشري الأخر الذي صنعوه لنا بالإضافة إلى الطبيعة البشرية الميالة إلى حب التغيير مهما كان + تداخل ثقافات شعوب العالم أصبحت أمرا واقعا لا مفر منه ... فإن كان كذب الرجل أمرا طبيعيا في الماضي فإن اليوم كذب المرأة أصبح أمرا بديهيا لا يقبل الشك أو اللبس فيه "إلا من رحم ربي" ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم