إنه أمير وله سلطة ورعية وحرس وأتباع ويزعم أن لديه دولة وكيان مسلم
لرفع رايات الإسلام وتحقيق انتصاراته ورفع الظلم عن المظلومين ونصرة الحق ... يتبعونه
الكثيرين واتباعهم اتباع المجانين بعدما غسلت عقولهم وتم اقتناصهم واختبارهم بسبب
الفقر المادي والحالة الإجتماعية المزرية ... فصدق الأمير ومن تبعه من شرذمة
المجرمين أنهم مسلمين حقا وأنهم يعملون بعمل أهل الإسلام وأنهم ينفذون وصايا رب
العالمين .. لكن في حقيقة الأمر أن الأمير مجرم إرهابي وأتباعه ثلة من الكفـــــار
المرتزقة وجميعهم جعلوا الدين لهم ستار لتنفيذ مخططاتهم النجسة ... وكانت النتيجة
أن أصبح الدين الإسلامي هو الدين الإرهابي رقم 1 في العالم وأكثر 10 أشخاص مطلوبين
على مستوى العالم هم ممن انحسبوا علينا مسلمين ... أقول ما أقول وأنا أرى الإرهاب
فكر أجنبي صرف وأسلحته والمواد المتفجرة كلها صناعة أجنبية لكن من يقتلنا هو من
بني جلدتنا من أوطاننا ... ولذلك الكيان الصهيوني المحتل عندما تأتي السنوات
القادمة سيقطف رقابنا وسينحر أعناقنا ليس بيده بل هم أجبن أمة لكن ستحدث مجازر في
الوطن الواحد وبين أبناء البلد الواحد ... الغرب لم يصنع تنظيمات مسيحية أو يهودية
إرهابية بل صنعوا تلك التنظيمات من الإسلام نفسه من ديننا من شريعتنا لكن ليس من
كتاب الله سبحانه ... بل من كتبهم التي فيه من التقوّل والإفتراء على رسولنا
وحبيبنا وشريفنا ما تشيب له الولدان ومن فتاويهم التي خرجت من عقول مريضة معقدة
وكأن الأمر كان مجنون يخاطب مجنون جاهل يخاطب جاهل إبليس يخاطب إنسان ... فلا مدخل
لجهل سواد الأمة الإسلامية إلا أن بلصق كل عار وإثم وكبائر بالرسول وبالتفسير
المتعمد الخاطئ لآيات القرآن واستغلال الحالة النفسية للفقراء ... فأصبح الصعلوك
بين ليلة وضحاها أميـــرا وتحول الجهلة إلى سلطة يبطشون بطش المغول والتتار
ويحملون أحقاد الفرس والروم ليس على الكيان الصهيوني النجس كلا وأبدا بل على
المسلمين أنفسهم ... تخيلوا وتصوروا أن كل الجهاد الكاذب الذي وقع وحدث في العراق
وسوريا والشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها ... كلهم ودون أي استثناء عشرات ومئات
الآلاف نسوا القدس ونسوا الكيان الصهيوني لدرجة أن في الصراع السوري كان الكيان
الصهيوني على بعد بضع كيلو مترات منهم لم يجرؤ مجرم واحد على إزعاج إسرائيل !!!
فهل هؤلاء يستحقون منا أي نظرة احترام أو شفقة أم يستحقون جهنم وبئس المصير ؟
من المدهش حقا أن ترى المخطط الهيكلي للتنظيمات الإسلامية الإرهابية
التي صنعت على يد شياطين الغرب ترسم وتوضع بمهنية عالية وتنظيم هيكلي عالي المستوى
... وهذا بالتأكيد ليس تفكير العرب الجهلة بل يجب الفهم ودقة الإدراك أن الإرهابيين
لا يتحركون إلا بغطاء أوروبي أمريكي غطاء يجعل كل أجهزة المخابرات العربية تخرس
ولا تجرؤ على فتح فمها ... ناهيك أن كل الدول العربية لا توجد لديها مصانع لتصنيع
القنابل والمتفجرات ومختبرات أبحاث بهذا الشأن كلها مصانع أجنبية بنسبة 100% ...
حتى أن تطور اللعبة الغربية وصلت إلى أن تستغفل العرب ببساطة عندما غلفت المتفجرات
والأسلحة الخفيفة وكتب على صناديقها وغلافها "صنع في مصر - صنع في الإمارات -
صنع في السعودية - صنع في إيران" ... لعبة دولية كبيرة جدا كبيرة لدرجة تجعلك
وكأنك مجرد نملة أمامها لا أنت ولا دولتك ولا حكومتك ولا حتى جيشك وأجهزة الأمنية
تستطيع أن تفعل شيئا ... لماذا ؟ لأن هناك دولة عربية وأخيك العربي ضالع في اللعبة
والمؤامرة وعميل للغرب لدرجة الركوع والسجود والتسبيح بحمد الغرب ... فأي معجزة
هذه التي تقنع شعب أخر بأن حكومته هم أخلص المخلصين لأعداء الإسلام والمسلمين ؟ لا
أحد سيقتنع ولن يقنعوا بل أنت ستكون المجرم وأنت من صنعت هذه الكذبة لتمرير مؤامرة
عليهم ... وهذه الفوضى التي استفاد منها الغرب بتقديم العرب خدمات عظيمة لهم كثيرا
ما كانت بالمجان ليس هذا فحسب بل الكل أصبح يلاحظ خريطة سقوط الدول بأم عينيه ومع
ذلك نادرا من تجد من هو مقتنع بسبب تعلقه بأوهام الوطنية الكاذبة ... فدمر العراق
وسوريا وليبيا واليمن وتم إضعاف تركيا والسعودية ومصر واليوم دور إيران والجزائر
كلها دولا عربية كبيرة نعتز بهم جميعا وتتوجع قلوبنا على ما يتعرضون له لكن لا
أحدا منهم رغم كل ما حدث يريد أن يفهم أو يتعلم أو يتعظ ... كلهم تعتلي رؤوسهم
النرجسية والكبرياء الكاذب وجميعهم يفتخرون بماضي حضارات ليس لهم فيها دخل ولا حتى
1% وجميعهم لا يريدون أن يتوحدوا وكلهم يشعرون بحجم المؤامرة التي صنعت لهم ...
فلماذا نستغرب عندما يصنع أمير تنظيم هنا وأمير هناك طالما الرعايا بل المهزلة أن
من شاركوا بصنع تنظيم داعش الكافر هم أنفسهم من يحاربون الإرهاب ... فتخيل الدول
التي صرفت على تنظيم داعش وهي "السعودية وقطر والإمارات" والدول التي
أدخلت أكبر مجموعات إرهابية في التاريخ الحديث وهي "الأردن وتركيا"
والدول التي وفرت أكبر غطاء جوي واستخباراتي لداعش وهي "أمريكا وبريطانيا
وفرنسا" ... تخيل المهزلة التي عيشونا فيها هؤلاء اليوم جميعهم يتحدثون عن
مكافحة الإرهاب بعدما دمروا سوريا والعراق وليبيا واليمن وكانت النتيجة العكسية هي
صناعة الحشد الشعبي الذي أمرت به إيران وزادت هيمنة روسيا على ساحة الشرق الأوسط ؟
... كلها مؤامرة كانت تستهدف 4 عوامل رئيسية
1- تمزيق الدول العربية ذات المساحة الكبيرة تحديدا لتكون متساوية القوة
مع إسرائيل .
2- استهداف الدين الإسلامي ليكون هو الإرهابي ويكون الإرهاب بوابة للتدخل
في قلب وصميم المجتمعات العربية المحافظة وبدء تغييرها وهذا ما حدث في السعودية .
3- استهلاك أكبر قدر ممكن من ثروات الدول الخليجية الثرية وإضعاف منظمة
أوبك "الدول المصدرة للنفط" لتحطيم إقتصادياتها مستقبلا .
4- تصوير إسرائيل على أنها الملجأ الوحيد لكل دولة تعاني من أزمات
اقتصادية وأنها ذات قدرات عالمية لتغيير أي كيان على وجه الأرض وهذا ما حدث في
التطبيع الخليجي المهين والمذل مع إسرائيل باستثناء الكويت .
إذن الفقر الذي صنعته الحكومات العربية على مدى عقود بطغيان الحكومات
العربية بقرط الهيمنة العسكرية الشيوعية ودكتاتورية حكم الفرد ... استغلته أمريكا
وأوروبا لتصنع منه الإرهاب الإسلامي بدليل خطاب الرئيس المصري الخائن عميل
الصهيونية "أنور السادات" الذي قال في 20-11-1977 "حرب أكتوبر هي
أخر الحروب بين العرب والإسرائليين" ... وبعدها بسنتين بدأت اللعبة العالمية
على الإسلام عندما غزا الإتحاد السوفييتي أفغانستان في 25-12-1979 أي بعد خطاب
السادات بأقل من سنتين ... لتبدأ بعدها لعبة صناعة الإرهاب الإسلامي وتتحول الجيوش
العربية من قوة خارجية لنصرة القدس واستراده من الصهاينة إلى قوة تصب نيرانها على
أبناء شعبها بمزيد من التسلط والإستبداد ... كل هذا يحدث وحدث وسيحدث ولكم مطلق
الحرية بالتصور والخيال لحجم المليارات التي صرفت على شراء الأسلحة وشراء الذمم وتنفيذ
المؤامرات وماذا كانت ستصنع تلك الثروة لو استغلت لصناعة الإنسان العربي وبناء
اقتصاديات عربية مرعبة ... لكن كما أسلفت لا أحد يريد أن يفهم ولا أحد يريد أن
يتعلم والكل غارق في توافه الأمور لتصيبه الدهشة في عظائمها وقت حدوثها ... إن
الله لا ينصر العبد الجاهل ولا يستجيب لدعاء التافه ولا ينظر لصدقات المجرمين بل
اسأل نفسك لماذا الله لا ينقذ مسلم يغرق وغرق وينقذ كافر كاد أن يغرق ؟ ... إنه
العمل بالأسباب فالكافر أنقذه علمه في السباحة والمسلم مات غرقا لجهله السباحة
فطالت الدنيا على الكافر وقصرت على المسلم ... وقت بملايين الدقائق رميتموها في
تفاهاتكم وغيركم استغل كل دقيقة حتى يضع رجليه ويقف فوق رؤوسكم { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم
وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم }
إبراهيم .
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم