2021-05-01

الخيانة الزوجية ما بين المتعة وجهنم ؟

 

وفق ما تعودت عليه المجتمعات العربية والغربية على حد سواء فقد ارتبطت الخيانة الزوجية بالرجل فقط وحصريا ... بدليل أن كل قصص الخيانة تكتب وتصاغ وتنشر بحالة من كيل الإتهامات للرجل فقط وحصريا وهذا بالتأكيد خطأ أصبح شائعا حتى تحول الشائع إلى قناعة كاذبة ... فالرجل "الطبيعي وليس الشاذ" عندما يرتبط فإنه يرتبط مع امرأة وعندما يخون فإنه يخون مع امرأة أخرى أي أن الملام هي المرأة لأن في المسألة رجلا واحدا وإمرأتين ... ومنطقيا يجب تحليل سيكولوجية المرأتين وليس الرجل فقط وحصريا ناهيكم أن فرق الديانات عزز من فرضية التعدد ... ورغم ما كتب ونشر من ملايين القصص والأبحاث والروايات والمعاناة والمقالات وصولا إلى المسلسلات والأفلام السينمائية لا يزال السواد الأعظم غير مقتنع بخيانة الرجل وجعله متهما متفردا في أي خيانة ... والحقيقة أن الخيانة لا تتجزأ ولا يجوز التبرير لها منطقيا وفهما ناهيكم أن في الشريعة الإسلامية أي في دينكم الإسلامي الخيانة الزوجية "معاشرة" تعتبر زنـــــا صريحا حقيقيا لا شك ولا لبس فيه ولا حتى بـ 1% ... فالرجل المتزوج والمرأة المتزوجة في حالة الخيانة الزوجية وتحديدا في "معاشرة الفراش" سقطت حقوقهما وثبت زناهما زنــــا لا جدال فيه ... وإن لم يكشف أمرهما فبالتأكيد فإن من خلقهما سبحانه ثَـبـّـتَ زناهما إثباتا سيحاسبان عليه يوم القيامة دون أدنى شك ناهيك عن حوبة الدنيا وقصاص الأيام ؟

كل الشعوب العربية والغربية والأسيوية كل البشرية رأت وشاهدت وقرأت وسمعت عن حالات الزنا أو في عرف الغرب الخيانة سواء خيانة زوجية أو خيانة غرامية ... ولذلك في أوروبا وتحديدا في فرنسا هناك قوانين مدنية بعيدة كل البعد عن الديانة المسيحية وشرعها تبيح المعاشرة دون سند شرعي مسيحي وإنجاب الأطفال وتسجيلهم باسم الأب أو الأم دون شرط الزواج وهي حالات بالملايين ... لكن في عالمنا العربي تعتمد الشعوب العربية وتستند على الشريعة الإسلامية في الزواج كشرطا أساسيا في أي حياة زوجية وفق المعتقد في الديانة الإسلامية والإيمان بها ... وعقوبة الزنا غير مطبقة في أي دولة عربية وإسلامية لتعارضها مع القانون الدولي الحديث ووفق مواثيق الأمم المتحدة ... أما في كتاب الله سبحانه وتعالى فقد شدد الحق سبحانه ثم شدد وشدد في إثبات حالة الزنا لعظيم إثمها وذنبها وعظيم عقوبتها في كتاب ربكم ... لكن الواقع على الأرض يختلف تماما عن الأصول والقيم والمبادئ السماوية التي نظمت العلاقة بين الرجل والمرأة منعا لفساد الأمة والرعية ... ومن الغباء ومن الإستغفال ومن الجهل عندما تعتقد أن في خيانتك هو تعويض عن أمر ينقصك في علاقتك الزوجية لأن الأصل أن لا أحد كاملا من كل الصفات ... بل كل العلاقات البشرية تعتمد كليا على تعويض النقص "هذا يكمل ذاك" في الزواج في التجارة في السياسة في الدين في الصداقة في كل شيء ؟ 

إن العالم العربي تحديدا يسلط الضوء على زنا المرأة بشكل مركز ويتعاطف مع الزوج الزاني مع أن واقعة الزنا لا فرق فيها بين الرجل والمرأة ... لكن القوانين العربية ذهبت إلى أحقية قتل الزوج لزوجته الزانية دفاعا عن شرفة وحفظا لبيته وماله وهذا بالتأكيد هراء وفساد تشريعي وقانوني خالي من أي عدالة ... فالمجتمعات التي تقتص من المرأة الزانية دائما وتذكر جريمة القتل للمرأة ويختفي إسم الرجل الزاني الذي كان معها وواقعها وتلك من المصادفات الغريبة والعجيبة في أي جريمة شرف ... وفي الجهة الأخرى يحق للرجل المتزوج أن يزني بإمرأة و 100 امرأة والأمر يمكن أن توجد له العذر والمبرر !!! ... وبالتالي جرائم الزنا بين الرجل المتزوج والمرأة المتزوجة دائما تكون عوراء عرجاء ناقصة غير مكتملة الأركان ... أما الزنا بقصد المال الدافع إلى الفقر الشديد القاهر فأمره يعود إلى الله سبحانه وتعالى عل وعسى أن يغفر للمرأة التي قهرتها ظروف الفقر أو الحرب أو ظروف أخرى قاهرة فأساله سبحانه وتعالى أن تشملهم هذه الآية في سورة البقرة { فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم } وهذه دعوة وليس إفتاء ... والثابت إن الزوج هو أمانة لدى زوجته والزوجة هي أمانة لدى زوجها والله لا يحب الخائنين وحذرنا منهم ؟

إن كنت رجلا متزوجا فطلق إمرأتك وعاشر من تعاشر فذلك خيرا بألف مرة من أن تزني وتخون زوجتك وترتكب إثما وذنبا عظيما ... وأنتي إن كنتي متزوجة فتطلقي ذلك خيرا لكي من أن تزني مع رجلا أخر غير زوجك فيكون لك وله موعدا لن تخلفوه أبدا يوم القيامة ... يا أعزائي إن زنا الزوج أو الزوجة لهو أمرا عظيما مجلجلا مزلزلا لدين وشريعة ربكم سبحانه وظلما بواحا سافرا للغافلين ... فاستغفال المرأة لزوجها في خيانتها واستغفال الزوج لزوجته في خيانته لا يبرره أي عذر ولا أي حجة ولو كان بيتكم وأولادكم ... فلا أنسابكم ولا أرحامكم ولا أموالكم ولا سلطانكم ولا ذكائكم ولا دهائكم ولا قوتكم ستنفعكم يوم القيامة وتذكروا قوله سبحانه في سورة ق { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } ... ومن عدل ربكم أن يوم القيامة تأتونه بكامل قواكم العقلية وذاكرتكم ستصبح ذاكرة حديدية حتى إذا أنكرتم تشهد عليكم أعضائكم وجلودكم إن أخرستم ألسنتكم ... بدليل صورة فصّلت { وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } ... نعم إن الجنس فطرة ممتعة خلقها ربنا سبحانه فينا لكن متعة قد ترمي بك إلى التهلكة وقد تدخلك الجنة ... والفرق بين الإنسان والحيوان في الغريزة الجنسية هي العقل بمعنى أن الإنسان لديه عقل ينظم غرائزه ويضبطها والحيوان لا يملك عملية الضبط نهائيا ... واعلموا أن فقهاء الأمة دار ويدور بينهم خلافا حول مواضيع الزنا بين من أباح أمرا وبين من حرم أمرا إلا زنــــا "المتزوجة والبنت البكر" فإن الإجماع واحد وثابت في كل المذاهب الإسلامية "السنة والشيعة والصوفية والإباضية" ... غفر وتاب الله على من لا يعلم وهدى الله من يعلم واحذروا الغافلين من أزواجكم فإن ستركم الله فإنه ستر موعود بالعقاب المحقق في الدنيا والأخرة ... فابتعدوا عن الرجل المتزوج والمرأة المتزوجة فإن معاشرتهم فيها جهنم والبعد عنهم منجاة من النار وفيها من العقل والحكمة ولو كان جميلا ولو كانت فاتنة فما هلك أهل النار إلا بجهلهم وعنادهم واستكبارهم وتحديهم واستهزائهم برب العالمين ؟


 


 


 


دمتم بود ...